حكيم الثورة وضميرها
الحكيم مؤسساً،قائداً،ثورياً،مناضلاً،رمزاً،عنواناً،مسكوناً بهاجس العودة، وجرعة الحب الزائد للوطن،وبجرأته العالية،وصلابته وثباته على المباديء والثوابت، وطهارته وعدم تلوثه المالي والسياسي، بكل هذه الصفات وتجلياتها المادية والملموسة،سيبقى اسمه وتاريخه محفورين في أعماق أعماق الذاكرة والوجدان الشعبي الفلسطيني والعربي،وسيبقى الملهم والمثل الأعلى للكثير من القادة الثوريين وحركات التحرر العالمية.
والحكيم في كل سجاياه ومزاياه وتجاربه الإنسانية والثورية والنضالية والكفاحية،هو مدرسة بحد ذاته ،بالضرورة أن يعكف على دراستها ،كل الثوريين والمناضلين فلسطينيين وعرب وعالميين، فهو قائد من طراز خاص،هذا هو القائد المغوار يا رفاقي الاحبا
هذا هو القائد المؤسس لحركة القومين العرب وحركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين000
الذي توفى وهو يوصي رئيس القادة الجبهاوية في فلسطين بالاراضي الفلسطينية با غزة والضفة بالاسرى
وباحوال غزة وبالمقاومة والثوابت ومبادئ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
لقد ابكاني من الحون وهو يحكي وهو في سكرات الموت في مستشفى الاردن بالاردن
والحكيم لم يعرف المهادنة ولا المجاملة في الحقوق والمباديء، وهذا جعل رأس الجبهة مطلوب، ومطاردة قيادتها وكادراتها لأكثر من عاصمة ودولة عربية، بل وحتى لرفاق الدرب والنضال والكفاح، والذين سعوا إلى أضعاف الجبهة ودورها الكفاحي والنضالي، من خلال إحداث شرخ وتصدعات وانشقاقات في صفوفها، وإغلاق صنابير الدعم المالي عنها، وإغلاق مكاتبها ومقراتها في أكثر من دولة عربية، وطرد ومطاردة عناصرها وقياداتها، وتعريضهم للسجن والاعتقال، كل ذلك من أجل تطويعها وابتزازها، ودفعها لتقديم تنازلات في المواقف على حساب المباديء والثوابت، والحكيم عندما عرض عليه الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية المشاركة في أوسلو، قال الرفيق القائد الحكيم، هل هناك حق عودة ؟ وهل هناك قدس؟ وهل هناك إزالة مستوطنات؟ فقيل له لا يا حكيم، فقال إذاُ لماذا نشارك؟ والحكيم رغم أن الجبهة الشعبية اتخذت قراراً في هيئاتها المركزية،بالسماح لأعضائها بالعودة إلى الوطن عقب اتفاقيات أوسلو،الا أن الحكيم تمنى على رفاق دربه أن لا يتم الضغط عليه في هذا الجانب، وهو لن يعود فلسطين الا الى مسقط رأسه في اللد وفلسطين محررة، وهو لا يريد أن يشعر بالذل والاهانة بعودة لا يكون فيها شامخاً مرفوع الرأس،أو يدخل لفلسطين بإذن اسرائيلي أو يمر من تحت العلم الاسرائيلي ،كيف لا وهو مسكون بهاجس العودة الى فلسطين، وهو الذي قال ان أية حلول جزئية وترقيعية، تقفز عن حق العودة لفلسطين، لن يكتب لها النجاح.